الاستدامة واجب على الجميع: دور المؤسسات في تبني المبادرات المستدامة وتأثيرها الإيجابي

الاستدامة واجب على الجميع: دور المؤسسات في تبني المبادرات المستدامة وتأثيرها الإيجابي

13th November, 2023

تعد قضية الاستدامة إحدى أهم التحديات التي تواجه العالم اليوم، فمع تزايد التأثيرات البيئية السلبية وتدهور حالة كوكبنا، يتطلب الأمر تحمل المسؤولية بشكل جماعي. في هذا السياق، يلعب الأفراد والمؤسسات دورًا حاسمًا في تعزيز مفهوم الاستدامة وتبني المبادرات المستدامة، وعلى المؤسسات بشكل خاص أن تتخذ دوراً قيادياً في هذا السياق إذ تعتبر الاستدامة أساسية للحفاظ على التوازن في البيئة وتحسين نوعية الحياة. كما تتيح المبادرات المستدامة للمجتمعات الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل الآثار السلبية على البيئة. كما أنها تسهم في تحسين جودة الهواء والماء، وتقليل الانبعاثات الضارة. بشكل عام، تعمل الاستدامة كأساس للتنمية التي تستمر للأجيال القادمة. تلعب المؤسسات دورًا حيويًا في تعزيز مفهوم الاستدامة وتحقيق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. يمكن للمؤسسات تحقيق هذا الهدف من خلال تبني مبادرات مستدامة تعكس التزامها تجاه المجتمع والبيئة. يجب على المؤسسات النظر إلى الاستدامة كجزء لا يتجزأ من استراتيجيتها العامة، وتضمينها في جميع جوانب أعمالها. مزايا تبني المبادرات المستدامة عديدة، منها:

  • الحفاظ على الموارد الطبيعية: من خلال استخدام التقنيات والعمليات المستدامة، يمكن للمؤسسات تقليل استهلاك الموارد الطبيعية.
  • تقليل الانبعاثات: يمكن للمؤسسات تحسين كفاءة الطاقة وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يساهم في التخفيف من آثار تغير المناخ.
  • جذب الاستثمارات: تبّني المؤسسات للمبادرات المستدامة يمكن أن تساعد في جذب المستثمرين الذين يولون أهمية لموضوع الاستدامة.
  • تحسين صورة الشركة: تلعب المبادرات المستدامة دورًا في بناء صورة إيجابية للشركة في أعين العملاء والمستهلكين، مما يسهم في تعزيز الثقة والولاء.
  • الامتثال للتشريعات: يساعد تبني المؤسسات للمبادرات المستدامة في الامتثال للتشريعات البيئية والاجتماعية، مما يقلل من مخاطر التعرض للعقوبات القانونية.

على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدمها المبادرات المستدامة، إلا أن هناك تحديات تواجه المؤسسات في مسعاها نحو الاستدامة. بعض هذه التحديات تشمل التكلفة الإضافية لتبني التقنيات المستدامة والتأثير الزمني على العمليات الحالية. لكن هذه التحديات يمكن أن تواجه بعدة مبادرات لتحفيز المؤسسات على تبني الاستدامة، منها:

  • تشجيع الحوافز الحكومية: يمكن للحكومات تقديم حوافز مالية وضرائب مخّفضة للشركات التي تتبنى مبادرات مستدامة.
  • بناء الشراكات: تعزيز التعاون بين القطاع الخاص والحكومة والمجتمع المدني يمكن أن يشجع على تبني المبادرات المستدامة.
  • التوعية والتثقيف: يجب تعزيز التوعية حول أهمية الاستدامة وفوائدها، وكيف يمكن للشركات الاستفادة من تبني المبادرات المستدامة.

في نهاية المطاف، يجب أن يكون التحول نحو الاستدامة مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات. بينما تلعب المؤسسات دورًا مهمًا في تحقيق ذلك، يجب أن يلتزم الأفراد باتخاذ قرارات يومية تدعم المبادرات المستدامة. من خلال العمل المشترك، يمكننا بناء عالم أفضل وأكثر استدامة للأجيال القادمة.

عن الكاتب
د. شارل طوق

شريك

يشغل الدكتور شارل طوق منصب شريك في شركة ميرك للتدريب والاسـتشارات وهو مؤلف Scattered Thoughts for Business and Life (الطبعة الأولى 2022، ISBN 978-0-578-33268-0) . الدكتور طوق حائز على شهادة الدكتوراة في إدارة الأعمال والماجيستير في بحوث الأعمال التطبيقية من كلية الأعمال السويسرية، وعلى درجة الماجستير في إدارة الموارد البشرية والتدريب من جامعة ليستر في بريطانيا، والبكالوريوس في الحقوق من الجامعة اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك فقد حصل د. شارل على شهادة الاعتماد المهني من جمعية إدارة الموارد البشرية (SHRM-SCP) في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الشهادة المهنية لإدارة المشاريع (®PMP)، كما أنه عضو في معهد إدارة المشاريع (®PMI) و كما أنه مستشار في مجلس مراجعة مجلة هارفارد بيزنس ريفيو (Harvard Business Review ) ، ومدرّب معتمد من معهد الأداء والتعلم في كندا (™ CTP)، وخبير معتمد في التوجيه الإرشادي ACECC ، وحاصل على شهادة في الصحة والسلامة المهنية من نيبوش (NEBOSH) في المملكة المتحدة، إلى جانب كونه مستشاراً معتمداً في التطوير المؤسسي من الجمعية الدولية لتطوير وتغيير المؤسسات (ISODC) في الولايات المتحدة الأمريكية.

الاطلاع على الملف
درب الشغف
درب الشغف

إذا سمعتم العبارة التالية "افعل ما تحب، وأحب ما تفعل" واعتبرتموها مشجعة فسوف تتفاجؤون بعد قراءة الأسطر التالية. بالنسبة لي، هذه المقولة مُحبِطة لأن ما يُقال أسهل مِمّا يُفعَل وال...

د. شارل طوق
8th May, 2022
اقرأ أكثر
لهجات لغة الضاد
لهجات لغة الضاد

تعلَّمتُ اللّغة العربية من والدي معتقداً أن لهجته تُمثِّل ما يستخدمُه جميع المُتحدِّثين باللغة العربية. ولكن إعتقادي هذا تلاشى عندما بدأت بتعلُّم اللغة العربية "الفصحى" في المدرسة. عندها، أدهشنا أستاذ اللغة العربية...

د. شارل طوق
19th April, 2022
اقرأ أكثر
مغامرتي في عالم التعلّم الافتراضي
مغامرتي في عالم التعلّم الافتراضي

لقد تغيّر المفهوم التقليدي للتعليم بشكل جذري خلال السنوات الماضية، وترسّخ هذا التغيير خلال الأشهر الفائتة لاسيّما مع ظهور جائحة فيروس كورونا، فلم يعد التواجد الجسدي هو خيار التعلم المفضّل، فعندما أصبح غ...

د. شارل طوق
5th May, 2020
اقرأ أكثر
التعليم والتدريب والتطوير – مفاهيم متداخلة أم مختلفة؟
التعليم والتدريب والتطوير – مفاهيم متداخلة أم مختلفة؟

بينما كنت أقدّم إحدى الدورات التدريبية الأسبوع الماضي؛ باغتني أحد المشاركين بسؤال مثير للاهتمام، كان السؤال حول أوجه الشبه والاختلاف بين التعليم والتطوير والتدريب. لاشك أن سؤاله دفعني للتفكير للحظة؛ وسرعان ما استذكر ذهن...

د. شارل طوق
4th March, 2019
اقرأ أكثر